في ليلة كروية حبست الأنفاس على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، خسر المنتخب المغربي النسوي نهائي كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم أمام منتخب نيجيريا بنتيجة 3-2، بعد مباراة دراماتيكية شهدت تقلبات كبيرة في مجرياتها.

بداية مغربية قوية ونهاية نيجيرية صادمة
دخلت لبؤات الأطلس اللقاء بحماس جماهيري كبير ورغبة واضحة في التتويج بلقب قاري طال انتظاره. وجاءت البداية مثالية للمغرب، إذ افتتحت غزلان الشيبق التسجيل مبكرًا في الدقيقة 12 بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، قبل أن تضاعف سناء مصودي النتيجة في الدقيقة 34، مانحةً المنتخب المغربي أفضلية واضحة في الشوط الأول.

لكن الشوط الثاني حمل معه رياحًا مختلفة. فقد قلصت نيجيريا الفارق في الدقيقة 64 من ركلة جزاء نفذتها بنجاح إستير أوكورونكوا بعد تدخل تقنية الـVAR. وواصلت “السوبر فالكونز” ضغطها المكثف، لتتمكن من تعديل النتيجة عبر فولاشادي إجاميلوسي في الدقيقة 71، بعد تمريرة حاسمة من أوكورونكوا.

ومع اقتراب المباراة من نهايتها، وجهت نيجيريا الضربة القاضية في الدقيقة 88، عندما سجلت جنيفر إتيجيني هدف الفوز من رأسية محكمة بعد عرضية مركزة، أكملت بها ريمونتادا تاريخية وأهدت منتخبها اللقب العاشر في تاريخه.

خسارة مؤلمة ولكن أداء مشرف
رغم الخسارة، خرج المنتخب المغربي مرفوع الرأس، بعدما قدم واحدة من أفضل مبارياته في البطولة، خاصة في الشوط الأول. ويُحسب للمدرب الإسباني خورخي فيلدا – الذي سبق أن قاد منتخب إسبانيا للقب كأس العالم 2023 – العمل الكبير الذي أنجزه منذ توليه قيادة الفريق.

ويُعد وصول المغرب إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي إنجازًا غير مسبوق في تاريخ الكرة النسوية المغربية، بعد أن خسر نهائي نسخة 2022 أمام جنوب إفريقيا بنتيجة مماثلة (2-1) وعلى نفس الملعب.

كرة القدم النسوية في المغرب.. مسار تصاعدي
شهدت البطولة دعمًا جماهيريًا كبيرًا، مع امتلاء مدرجات الملعب طوال مباريات لبؤات الأطلس، ما يعكس الطفرة التي تشهدها الكرة النسوية في المملكة على المستويين الفني والجماهيري.

كما أن الأداء الفردي للاعبات مثل غزلان الشيبق، سناء مصودي، والحارسة خديجة الرميشي، كان لافتًا ويؤكد أن مستقبل الكرة النسائية في المغرب يسير على الطريق الصحيح.

نظرة مستقبلية
بالرغم من الخيبة في النهائي، فإن الحصيلة العامة تبقى إيجابية. فالمنتخب المغربي بات رقمًا صعبًا في إفريقيا، والمشاركة المتكررة في النهائيات تعزز من خبرة اللاعبات. ومع استمرار الدعم المؤسسي والاستثمار في البنية التحتية والتكوين، يبدو أن التتويج بلقب قاري مسألة وقت فقط.